أحمد الحشاني: رئيس حكومة أم سكرتير رئيس الجمهورية؟

أحمد الحشاني؛ رئيس حكومة أم سكرتير رئيس الجمهورية؟

بعد مرور أكثر من شهر على تعيينه خلفا للسيدة نجلاء بودن، لم يكسر أحمد الحشّاني، رئيس حكومة قيس سعيد، حاجز الصمت ليظهر أمام الشعب التونسي مخاطبا مقدّما برنامج حكومته والسياسات العامّة التي سيتمّ اتّباعها، إن وُجدت، في ظلّ ظرف اقتصادي واجتماعي متأزّم، وهي سابقة منذ سنة 2011 ألاّ يعلن رئيس حكومة عن تصوّراته في بيان إلى الشعب، دافع الضرائب، وصاحب الحقّ في مساءلة أصحاب السلطة.

فلطالما كان لمنظمة أنا يقظ التقليد في إنشاء مؤشر أطلقنا عليه تسمية Meter لتقييم ومراقبة الوعود والأجندات التي قدمها رؤساء الحكومات المتعاقبون انطلاقا من حكومة مهدي جمعة سنة 2014 وصولاً إلى حكومة نجلاء بودن سنة 2021، وتعتبر كذلك منظمة أنا يقظ هذه المبادرة محاولٌة من المجتمع المدني للقطع مع ثقافة الوعود غير المنجزة وترسيخ ثقافة مساءلة أصحاب القرار.

ولهذه الاعتبارات، يهمّ منظمة "أنا يقظ" أن تذكّر رئيس الحكومة بأنّ تواصله مع الشعب بشكل مباشر ودوري حقّ من حقوق المواطنين في المعلومة، وأن صمته سيجعله مرة أخرى أداة بيد رئيس الجمهورية سيلقيها بمجرد انتهاء الحاجة إليها.

هذا وتؤكّد منظمة "أنا يقظ" أنّها لن تتخلّى عن دورها في مكافحة الفساد وتقييم مؤسسات الدولة والنفاذ إلى المعلومة، رغم سياسة التعتيم الّتي تنتهجها الحكومة اقتداء برئاسة الجمهورية.