منظمة (أنا يقظ) تدعو إلى ''وضع نص قانوني ينظم موسم الحج ويضبط معايير اختيار مرشدي ومرافقي الحجيج''

قامت منظمة "أنا يقظ" وجمعية رعاية ضيوف الرحمان بتقييم موسم الحجّ لسنة 2016 وذلك من خلال سبر آراء شمل عينة 909 حاج ممثلين لكامل تراب الجمهورية قدموا على مطار تونس-قرطاج، مطار صفاقس ومطار جربة جرجيس وتأتي هذه البادرة بعد تعدّدت البلاغات التي وردت للجمعيتين حول سوء تنظيم مواسم الحجّ للسنوات الأربعة الفارطة والتي أثّرت سلبا على حقوق الحاج التونسي في الحصول على خدمات ترتقي للكلفة التي قام بدفعها.

ومن أهمّ النقائص التي تمّ رصدها في سبر الآراء تلك المتعلّقة بظروف السكن التي تمّ الاعتماد في تقييمها على نوعية الغرف، طاقة استيعابها الخدمات المقدمة من طرفها ومدى قربها من الحرم المكيّ وعليه عبّر 54% من الحجّاج عن عدم رضاهم عن السكن في المدينة ، إلى جانب ذلك مثّلت وضعية الحافلات نقطة سوداء أخرى في موسم الحجّ لسنة 2016 حيث اعتبر عدد 35% أنّ ظروف الحافلات كانت جيّدة لكنها لا ترتقي إلى مستوى تطلعاتهم في حين أعرب عدد 65% عن استيائهم من ظروف الحافلات التي تعطلّت في عديد الأحيان والتي انجرّ عنها ضياع العديد من الحجّاج وتدهور صحّة البعض الآخر خاصّة في غياب عدد من المرافقين في الحافلة الذي دفع مجموعة من السائقين لطلب رشوة مقابل نقل الحجّاج أو الوقوف بهم للصلاة.

كما عبّر الحجّاج عن امتعاضهم على ظروف الإقامة في منى حيث صرّح 76% بعدم رضاهم بظروف الإقامة ويعود ذلك بالأساس إلى تردي الخدمات المقدمة في المخيم وخاصّة فيما يتعلق بنظافة المكان ونوعية الأكل وقد اعتبرها الحاج التونسي أقّل مستوى من تلك المقدّمة للجنسيات الأخرى كالجزائريين، المغاربة والمصريين.

ومن ناحية أخرى سجّل تقرير سبر الآراء مجموعة من النقاط الوهن التي طالت مردود المرافقين والمرشدين والوفد الصحّي حيّث عبّر 58% من الحجّاج عن استيائهم من مردود المرشد الديني، حيث تميّزت هذه السنة باختيار المرشدين بطريقة فردية من طرف وزير الشؤون الدينية بمفرده متجاوزا بذلك معايير الخبرة والكفاءة والقدرة البدنية للمرشد خاصّة أنّه تمّ تسجيل حضور أشخاص في قائمة المرشدين تجاوز سنهم سنّ 70 سنة

كما صرّح أكثر من 50 % من الحجّاج بامتعاضهم عن مردود بعض المرافقين والذين أرجعوه إلى عدم كفاءتهم وغياب الحرفية في آداء مهامهم إلى جانب سوء معاملتهم للفئة العمرية للكبار السنّ.

أمّا فيما يتعلّق بالوفد الصحّي فلقد أبدى 45.5% من الحجاج عن رضاهم في حينّ اعتبر 54.6% أن مردود الوفد الصحّي دون المستوى المرتقب.

وعليه تمثّل الأرقام السلبية المتعلقة بالوفد الصحّي، المرافق والمرشد الديني بمثابة ناقوس الخطر التي تحتاج إلى تقييم معمّق للوقوف على أهمّ المشاكل ومحاولة إصلاحها في المواسم القادمة.

مع هذه النقائص مثّلت ظروف الإقامة في عرفات النقطة المضيئة في موسم الحجّ لسنة 2016 وذلك للتحسينات التي طرأت عليها من إضافات مكيّفات وبيوت راحة للحجاج وهو ما يفسّر وصف41.%   من الحجاج ظروف الإقامة في عرفات بالجيّدة.

وفي آخر الاستبيان تمّ التطرق إلى سؤال جوهري تمثّل في مدى ملائمة تكلفة الحجّ مع الخدمات المقدّمة حيث اعتبر 55% أن تكلفة الحجّ مرتفعة ولا تتلاءم مع الخدمات المقدّمة في الحجّ ونادوا بدورهم إلى ضرورة التخفيض في التكلفة مراعاة للقدرة الشرائية للحاج التونسي إلى جانب ضرورة تحسين الخدمات لترتقي لتلك المقدّمة للجنسيات الأخرى.

وبناء على النقائص التي طالت موسم الحجّ لسنة 2016 تمّ تقديم مجموعة من التوصيات التي سيتم متابعتها مع الجهات المشرفة والمسؤولة لتحسين المواسم القادمة وتمثّلت التوصيات في:

  1. وضع نصّ قانوني ينظّم موسم الحجّ من ذلك وضع قانون يضبط معايير اختيار مرشدي ومرافقي الحجّ مع ضرورة إدراج شرط السنّ والكفاءة التي تقدّر عن طريق التقييمات التي تجرى قبل قبول المرشدين
  2. ضرورة إجراء فحوصات طبيّة معمّقة ومتابعة كلّ من قدم شهادة طبيّة مزوّرة في الغرض
  3. ضرورة الإحاطة بالحجاج وتأطيرهم قبل الذهاب لأداء مناسك الحجّ وذلك بتوفير وسائل تعليمية تتماشى ودرجة وعي الحاج
  4. ضرورة إعادة اعتماد الحجّة البيضاء لأهميتها التعليمية بالنسبة للحجاج
  5. وضع رقم أخضر من طرف وزارة الشؤون الدينية والشركة التونسية للإقامة والخدمات ووزارة الصحّة للتبليغ عن تجاوزات ممثليهم
  6. ضرورة عمل شركة الخدمات الوطنية والاقامات على حجز فنادق تتماشى مع متطلبات التونسي
  7. ضرورة الانفتاح على المجتمع المدني في إعداد مواسم الحجّ، والتي تفعّل بشفافية معاملتها المتعلقة بإبرام العقود مع الطرف السعودي ،إلى جانب تحديد معايير اختيار المرشدين والمرافقين والوفود الصحيّة والوفد الرسمي الذي يبقى السؤال مطروحا في شأنه هل يتكبد المواطن التونسي مصاريف انتقالهم إلى البقاع المقدّسة من عدمه.